الجمهورية المفقودة

الجمهورية المفقودة

لكيان اللبناني ببعده الديمغرافي موجود منذ بدايات الحضارة الإنسانية، وكان منارة يُهتدى بها في الزمن الفنيقي الذي أسّس مفاهيم " الدولة المدينة"، وأستطاع السيطرة الأقتصادية والحضارية على معظم مرافئ حوض البحر الأبيض المتوسط ، وذهب الى الأبعد ،عندما بنى معالم مدنية وعسكرية قوية عند حدود شمال أفريقيا، حيث أصبحت قرطاجة الدولة تنافس روما الأمبراطورية، وما سطوع هنيبعل إلاّ خير دليل على ذلك لكن لبنان الحالي الكبير، قد أكمل المئة عام وهو باقٍ، كونه نتيجة تفاعل إنساني وحضاري فريد من نوعه، بمعزل عن حجمه. لكنّ الدولة التي تدير شؤونه، قد فُقدت أو إغتيلت عن سابق تصوّر وتصميم من قبل البعض وعن جهل وسذاجة من قبل البعض الآخر.

ينتمي القتلة إلى كلّ الفئات اللبنانية التي سيطرت على السلطة منذ البداية ، فصنعوا المستحيل للبقاء والتوريث السياسي ، مستحضرين جميع أنواع التزلّم للغرباء، ومساهمين في الحروب الأهلية ولو على حساب وطن . ها هم اليوم يتصارعون على بقايا سلطة بعدما دمّروا ونهبوا الدولة والشعب.

كي لا نبقى في العموميات، فمن هم هؤلاء القتلة؟ فلنعد إلى ما قبل1920 ، إنّ الوطن أرض وشعب، فالأرض ثابتة والشعب يختار نظاماً لإدارة شؤونه"الدولة" ، لكنّه في حالة صراع دائم مع داخ له وخارجه، مما يحتّم تغييرات قد تؤدّي إلى النمو والإزدهار أو التراجع والإنهيار. عرف لبنان تبدّلات كثيرة عبر العصور ، من إمارة صغيرة ، فمتصرفية أيام العثمانين ، فإلى كبير، أضعاف ما هو عليه اليوم، في عهد الأمير فخر الدين ؛ أما الذين يدّعون أنّ لبنان كيان مصطنع، فهم غير ملمّين بالتاريخ، حيث يعتبر البعض أنّه قد سُلخ من سوريا ا لحالية، متناسين أنّ سوريا الكبرى " الهلال الخصيب" هي أعرق حضارة عرفها هذا الشرق،"السريانية" ،والكثير من بقايا ذاك الشعب لجأ إلى أرض لبنان الصعبة المنال لحماية ذاته والحفاظ على حريته ومعتقداته . تأقلمت هذه الجماعات مع المتغيي رات وساهمت في إنجاح بناء الدولة الإسلامية وبقيت تعتزّ بعروبتها وقوميتها حتى الأن، على عكس ما هو معمول به من قبل معظم الآخرين حيث معتقداتهم الدينية هي الطاغية.
بقي المسيحيون المشرقيون في صلب الكيان الجديد، إجتماعياً وسياسياً، بالرغم من بعض الأحداث المؤلمة والأزمنة الصعبة، ألى حين بدأت تضعف الخلافة مع سيطرة العنصر التركي "ألمملوك" وزمن العثمانيين وإنتقال الخلافة الى الإستانة "أسطنبول". تغيّرت الآمور كليّاً ، فمن زمن عربي فيه الكثير من العدالة الى زمن مليء بالظلم والإبادات ، فبدأت زراعة الإرهاب في الإسلام والعالم مع العهود العثمانية وما زالت .

هذا الإنحراف في البحث للإضاءة على أهمية أن يكون العرب أقوياء، فذلك يخدم الجميع، وخاصة المسحيين. أما من هم القتلة ، سأبدأ بالموارنة.

المارونية السياسية
يعتقد البعض ويجاهر الآخر على أنّ الإنتداب الفرنسي قدّم لبنان هدية إلى المسيحيين وخاصة الموارنة ، لكنّ الحقيقة في مكان آخر ، فالموارنة في لبنان قبل فرنسا والغرب وحتى قبل ظهور الإسلام. سكنوا هذه الجبال فحوّلوها الى واحات خير وقلاع منيعة، فكان هذا الكيان ثمرة تعبهم بالتعاون مع كثر غيرهم، فولد لبنان الكبير 1920 فكان لهم بعض الإمتيازات المحدودة في صيغة 1943، فحكمت "المارونية السياسية" مع شركائها من الطوائف الأخرى.
بنى هؤلاء جميعاً دولة لبنان الكبير الذي إعتبره البعض حصناً نهائياً والبعض الآخر ظلّ يشكك في وجوده، فقيل عنه الكثير، سويسرا الشرق والبعض وصفه بالدولة المزرعة والكيان المصطنع... .فلو إعتبرنا أنّه كما يدّعون ، فهذه المزرعة منتجة ومعروفة الحدود والوجود، أصحابها أسيادها ، معرفون بالأسماء والمكان والزمان. بدأ يتحول لبنان الى دولة حقيقية مزدهرة في عهد الرئيس الأمير فؤاد شهاب، لكنّ بعض رموز الغوغائية المارونية ، أسقطت هذا الأمل من خلال الانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية، فكان لنا إتفاق القاهرة 1969 والرئيس سليمان فرنجية سنة 1970.
بدأت مرحلة جديدة منذ 1973، تنامي العمل الفدائي مع هروب ياسر عرفات من الأردن إلى لبنان؛ فإنقسم اللبنانيون مجدداً ، فمعظم السنّة وبعض القوى الإسلامية والحركات الوطنية يناصرون منظمة التحرير الفلسطينية، فكانت الحرب الأهلية وأصبح الوجود المسيحي في خطر ، فما حصل من تهجير وقتل وتنكيل خير دليل على ذلك. صمد المسيحيون مجدداً، لكنّهم أسأوا التصرف لاحقاً، فبدل أن يوظّفوا صمودهم لإنقاذ لبنان ، تلّهوا بالسيطرة على الأحياء والشوارع والأزقة في مناطقهم الصامدة، فطالت الحرب ولم يأتوا إلى طاولة حوار حقيقية إلاّ بعدما دمّروا أنفسهم، فكان "الطائف"، الدستور الجديد الذي يعبّر صراحة عن غالب ومغلوب.
لعب حزب الكتائب دوراً محورياً في الحياة السياسية اللبنانية ، وخاصة مع بداية الحرب الأهلية، فهو الذراع العسكرية من خلال القوات اللبنانية والمحرّك السياسي من خلال الجبهة اللبنانية. قدم هذا الحزب تضحيات كبيرة في سبيل لبنان والمسحيين، لكنّه إرتكب أخطاءً قاتلة أثناء الأحداث وقبلها وبعدها. كان أولها سنة 1970 حول موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية المحتدمة بين الياس سركيس وسليمان فرنجية الجد، فطرح الرئيس شهاب حلاً بشخص النائب موريس الجميّل، فرفضه الشيخ بيار، فحُرم لبنان من رئيس من قماشة شهاب سياسياً وشارل مالك فكرياً. أمّا الخطأ الثاني، فكان في عهد الأبن الرئيس أمين الجميل، صاحب العهد الضائع في صراعات الداخل والخارج. فعندما لم يستطع للتجديد سبيلاً ، وخاصة بعد زيارته الأخيرة إلى سوريا ، كلّف عن سابق تصوّر وتصميم قائد الجيش العماد ميشال عون لتشكيل حكومة إنتقالية تهيّء لإنتخابات رئاسية، لكنّه كان على يقين أنّ هذا لن يحصل، ففي مجالسه الخاصة صرّح مراراً:(سأجعل المسيحيين يترحمون على أيامي، فالآتي أعظم). هكذا كان كما تمنّى، لكنّه كان الضحية الأولى، فهرب فوراً الى الخارج تحت ضغط إبن المدرسة الكتائبية، الرفيق د .سمير جعجع قائد القوات اللبنانية
بدأ عهد صراع جديد وفريد بين " عون-جعجع"، دمار وخراب، تشتت وضياع، فالوجود المسيحي على المحك، فأتى الطائف، الدستور العجيب على حسابهم، فأصبحوا خارج السلطة الفعلية وخاصة بعد مقاطعتهم الانتخابات النيابية الأولى في الجمهورية الثانية. عانى المسيحيون في عهد الوصاية السورية، فالعماد عون في المنفى الباريسي وجعجع في زنزانة وزارة الدفاع، ومن حضر تزلّم وتشاطر، فأشترى وباع . في ظل هذا الفراغ المسيحي الموصوف، أكمل البطريرك صفير الطريق وحيداً، متسلّحاٍ بالصبر والصلاة والإيمان، حتى أنجز الإستقلال الثاني وأخرج الجيش السوري من لبنان، من خلال قرارات دولية أتت بفضل جهوده التي أسس لها في أميركا وأوروبا. سارت الأمور ببطء وتعثر، فضابط الإيقاع السوري غائب والفرقاء اللبنانيين مصابين بالتبعية ، مع دستور غير واضح المعالم في فصل السلطات؛ فالتعطيل وارد من جميع الجهات. رئيس المجلس النيابي يستطيع إغلاقه، ورئيس الحكومة يمكنه أن يستهلك أشهراً وحتى سنوات في التأليف، وحتى رئيس الجمهورية يمكنه أن لا يوقّع المراسيم؛ هكذا إنشلّت الدولة منذ 2005 وحتى الآن. حصل كلّ هذا الخراب في جسد دولة مريضة، فأعتقد كثر من اللبنانيين وخاصة المسيحيين،
نّ الخلاص سيكون بشخص العماد ميشال عون، فكان لهم ما تمنّوا. لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، فعون في آخر أيام حيوّيته والإصلاح أصبح صعباً، فتُرك أمر التدبير للصهر العزيز، معالي الوزير جبران باسيل. دخل القائد الجديد الى الصف الأول بعد تجربة فاشلة في قطاع الطاقة لأكثر من عشر سنوات، فهمّه الوحيد ينحصر بإنتقال الرئاسة من العم إلى الصهر مهما كلّف الأمر. تحرّك الرجل بسرعة جنونية وسذاجة واضحة، فضاع في زواريب السياسة اللبنانية وتصادم مع شياطينها الذين أحسنوا الإخراج بتصويرالعهد على أنّه المسؤول الأول عن خراب البصرة وضياع الجمهورية التي وصلته منتهية الصلاحية، فالإصرار على هذا التسويق، كي يُقال أنّ الموارنة هم أصل البلى ، أمّا الحقيقة ، فلا علاقة لجميع المسيحيين بالجمهورية الثانية .

السنية السياسية
انت السنيّة السياسية شريكاً أساسياً في الحكم، لكنّها تعرّضت لمعارضة شديدة من العامة، فشارعها يرفض الكيان اللبناني ويسعى للإن ضمام الى سوريا ، فكان لرياض الصلح عرّاب الجمهورية الأولى وحصنها المنيع دوراً في حماية الصيغة. تنتاب الكيان الجديد الذي أُعل ن 1920 الشكوك والظنون والأهواء والصراعات، فلعب أهل السنّة دوراً محورياً في إندلاع أحداث 1958 ولعب الرئيس شمعون دوراً معاكساً فد خل في حلف "بغداد" لمواجهة المد الناصري، خارجاً عن أسس قيام لبنان،(الحياد الإيجابي). قرعت هذه الأحداث الدامية جرس إنذار مبكر، بانّ ما فعله الموارنة لم يكن صلباً ، فعادت حناجر وأقلام كثيرة تتحسّر على التسرّع بالإستقلال، لأنّ عُود الدولة لا يزال طريّاً. بعد هذا الم خاض، أصلحت الشهابية الأمور ونمت دولة حقيقية الى حين ظهور إتفاق القاهرة 1969 ، فبدأت الإصطدامات بين الفدائين والجيش اللبناني 1973 في منتصف عهد الرئيس سليمان فرنجية. تطوّرت الأحداث وصولاً إلى بداية الحرب الأهلية 1975 التي إستمرّت حتى 1992 . ناصر السنّة ومجموعات أخرى وطنية وإسلام ية ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية ضد أبناء بلدهم الذين تمّ وصفهم بالرجعية والإحتكار والتسلّط وحتى بالعمالة ، لإسقاط المارونية السياسية. تأججت النفوس، خاصة بعد تداول شعار صاعق، يُقال أنّ مصدره مفتي الجمهورية آنذاك:(منظمة التحرير هي حامي ال مسلمين وليس الجيش اللبناني). دخل البلد المجهول في حرب أهلية وصراعات إقليمية ودولية ودخول جيوش غريبة أراضيه حتى الإجتياح الإسائيلي 1982 الذي وصل العاصمة بيروت. رحل عرفات ومنظمته، فحلّت قوات دولية لإعادة ترتيب الدولة والشعب للحفاظ على الكيان، ظهرت مقاومة جديدة إسلامية "حزب اللّه" ضد الاحتلال والقوات الدولية، فتُرك لبنان لمصير ه بعد تفجيري المارينز والقوات الفرنسية. أصبحت الساحة اللبنانية تحت توازنات جديدة محكومة بعودة القوات السورية إل ى بيروت وبقاء القوات الأسرائيلية في الشريط الحدودي الجنوبي. طرأت تغييرات عميقة في الأحداث منذ 1982-1992 ،فتقاتل حلفاء الأمس، من أمل و حزب اللّه إلى أحزاب الحركة الوطنية، ومن ثمّ عون بجيشه وجعجع بقواته، فإتّسعت دا ئرة الخراب والتشرزم حتى حان موعد إجتماعات الطائف، التي أتت بالجمهورية الثانية.
أُعلنت وفاة المارونية السياسية وتمت مراسم الدفن، فظهرت معالم سلطة سنيّة\شيعية جديدة تمثلّت بالشيخ رفيق الحريري ح يث المال والشعب والدعم السعودي ، وبالرئيس نبيه برّى وحركة أمل مع حزب اللّه حيث السلاح والدعم السوري -الإيراني المشترك. طُبق الطائف على هوى الأمر الواقع وسلطة الوصاية السورية، فالمسيحيون المشاركون يدورون في فلك الصمود والتصدي، فبدوا كأهل ذمة سياسياً وإقتصاد ياً ، يدفعون 60 بالمئة من الضرائب التي تجنيها الدولة، ولا يستفيدون بأكثر من 15 بالمئة من مجمل مصروفاتها، وهم يشكّلون أقل من 40 بالمئة من سكان البلد.

الشيعة السياسية
كانوا الشيعة شركاء فعليين في السلطة منذ الإستقلال وحتى الآن، لكن الشيعية السياسية لم تظهر إلاّ بعد ظهور حركة أمل وتربّع رئيسها على رأس السلطة التشريعية، فمع الصلاحيات الجديدة ونظام المجلس الداخلي أصبح الرئيس برّي أمير الجمهورية وصمّام أمانها. إكتملت عدّة السيطرة والقيادة في الدولة وعلى الأرض بفضل تحالف الضرورة مع حزب اللّه، لأنّ الإستراتيجية متباعدة فيما بينهم، فالأول لا يؤمن إلاّ بذاته والثاني ملتصق بولاية الفقيه حتى العظم. أصبح القرار الشيعي خارج الحدود كمعظم الفرقاء، فهذا يشكّل حدثاً في مسار هذه الفئة التي ظلت تتفاعل داخلياً بالتحالف والتخاصم مع الآخرين تبعاً للظروف الطارئة.
إكتملت القوة الشيعية سياسياً وعسكرياً وإلى حدّ بعيد إقتصادياً، فتحوّل حزب اللّه إلى دولة فاعلة ضمن دولة ضعيفة، فحاول تعبئة الفراغ السوري، لكنّ الأمور ساءت فدخلت البلاد في أزمات التعطيل حتى بلغنا الطريق المسدود. لبنان محاصر إقليمياً ودولياً، فلا مساعدات لطبقة حاكمة تتمتع بأعلى مستوايات الفساد واللا مسؤولية، مع سلاح يعمل في الداخل و الخارج على تنمية الإبتعاد عن لبنان. السؤال الذي يجب طرحه، هل يستطيع حزب اللّه تجنّب الدخول في هكذا صراعات إقليمية؟ ، ,إن إستطاع فهو لا يعمل الاّ ما تمليه عليه عقيدته، لذلك فالحلّ السياسي يمر من خلال هذا الباب الإيراني حتى الآن.

الخلاصة والخلاص

نّ الطبقة الحاكمة وأزلامهم هم مجموعة وكلاء للخارج بمعظمهم، وخاصة الصف الأول، قد تشكّلت هذه الطبقة منذ الزمن العثماني وهي تخضع لتعديلات خارجية دائماً كي تستطيع الإستمرار مع الفرنسي والسوري و...

كانت فئة الجمهورية الأولى من العائلات السياسية والإقطاعية وأصحاب الرأسمال، والثانية من زعماء المليشيات وحيطان الم ال. قضت نحبها الأولى بفعل الصراعات والحروب والثانية في حالة موت سريري بفعل الفساد والسلب والنهب والتدخل العسك ري على أرض الأخرين. أما الخلاص فأمره صعب، إن لم يكمل الداخل ثورته التي يجب أن تستمر لأنّها قطعت نصف الطريق ، فالطبقة الحاكمة شبه محاصرة ، فرجال السياسة والمال وأعوانهم المعروفين يتحاشون الأماكن العامة ؛ فما على الشعب اللبنا ني إلاّ تعديل حركته وأهدافه من خلال( ثورة الطوائف) لإستكمال ما بدأ به.
يجب أن يعلم الجميع ، أن من سرق ماله وقتل أقاربه هو واحد أو أكثر من زعماء طائفته ، فلا يتهم الآخرين ، فكل فئة تتدبر أمر أوليائها من خلال محاصرتهم والعمل على نشر سيرتهم بواسطة مجمو عات ناشطة على كامل الأراضي اللبنانية، دون التجمعات الكبرى في الساحات وقطع الطرقات والإحتكاك مع القوى الأمنية. عندما يتحرك الداخل بجدية ووعي ، تنجح الثورة ويخلص لبنان، ومن ينتظر "الفرج" من ال خارج والآخرين ، سينتقل من وصاية إلى أخرى

Image placeholder

دعيبس دياب حبشي



تحية من العقل و القلب الى كل من يهتم بالكلمة و الثقافة عملت منذ سنوات طويلة في عالم الكلمة مطالعة و كتابة حت تراكم في خزانتي محصل من ثمار المعرفة في مؤلفات تدور في عالم الرواية و في غالم البحث الفلسفي و الاجتماعي و القليل في مقالات و نثريات متنوعة مع بعض اللمحات الشعرية العابرة.